الثلاثاء، 22 يناير 2019

"وحشاً"





أرَى نفسي وحشاً في عيْنَيْهَا .. 
وحشاً يريدُ أذيّتَها، 
وحشاً ينتظرُ فرصةً لمهاجَمتها .. 
في الحقيقةِِ أنا لا ألومُها، 
أعتقد أنني سوف أفعلُ المثل إن كنتُ مكانُها.. 
"لا تحكم على شخص حتى تسيرَ بحذاءه" أليس كذلك؟ .. فأنا لا ألومها. 
في البداية كان الأمرُ عادياً، كنتُ لا أمانع تلك النظرة في عيْنيها.. 
وأقولُ بداخلي: "ربماً يوماً ما سوف تراني ملاكٍاً ، ربما يوماً ما سوف أصبحُ ملاكُها".. 
وحينها، كنتُ أحاولُ جاهداً لأجعلها ترانِي، 
أحاولُ جاهداً لأجعلها ترى من أنا، 
لترانِي على طبيعتِي ..  
فأنا لستُ ملاكاً .. ولكنّني لستُ وحشاً أيضاً ، فأنا بينهما .. 
أنا بين النورِ والظلام، 
بين البياضِ والسواد، 
أنا بين كلِّ شيء جميلٍ وقبيحه .. 
فحاولتُ جاهداً أن أجعلها ترى نوري في ظلامي، 
حاولتُ جاهداً لأجعلها تميّز بياضي عن سوادِي، 
حاولتُ جاهداً لأجعلها تلاحظَ جمالِي .. 
لكن حتى ذلك الوقت حدث أمرٌ ما .. 
لفترة بدأت أتصرّفُ كـ"وحش"، 
بدأت أرى نفسي وحشاً بعيْناي، 
وبدأتُ أُصدّق ذلك، 
فجْأة .. انطفأَ نوري! 
عمّ الظلام فيّ ..  
تلوّن بياضي بالسواد ..  
كنت أعتقدُ أنني سوف أصبحُ ملاكاً يوماً ما .. 
ولكن وبعد كلّ محاولاتي ومحاولاتي لا زلت ذلك الوحش بعينيها، 
ذلك الوحش الذي يريدُ أذيّتها، 
ذلك الوحش الذي ينتظرُ فرصةً لمهاجمتها، 
ذلك الوحشُ الذي مهما فعل .. سيبْقى "وحشاً".