الأربعاء، 22 مايو 2019

أكتبُ لمن؟




أكتبُ لمن؟
أأكتب لي؟ 
وأنا بالكادِ أحبني؟ 
أأكتبُ لي؟ 
وأنا حتى نفسي لا تُطيقني ، 
وروحي التي كانت تُحييني أصبحت تُميتني، 
وعيناي التي اصبحت غريبةً لم أعد أعرفها ولم تعد تعرفني ،
وصوتي الذي أصبح بعيداً شحيحاً يُربكني ،
أم أكتبُ لقلبي الذي أصبح بالكادِ ينبض فيّ؟
أم لعقلي الذي تبرأ من أفعالي ولم يعد يميزني؟  
أأكتب لي؟ فكيف وأنا كل مافيني يكرهني؟! 

أكتبُ لمن؟
أأكتب لشخصي الذي لا أعرفه؟ 
أم أكتبُ لصديقي الذي يسأل عني دائماً وأنا أدفعه؟!
أم لضميري الذي يأنبني وأنا لا أسمعه؟!
أم أكتبُ لبحري الذي لازلتُ يوماً بعد يومٍ أعشقه؟!
أم أكتبُ لقلبي الذي يأنّ كل ليلةٍ وأنا اتجاهله؟!
"أم أكتبُ عن الطفلِ الذي يصرخ كل ليلةٍ بداخلي وأنا أحضنه؟!" 


أكتبُ لمن؟ 

أكتب لموتي الذي انتظره؟ 
أم لوجودي الذي احتقره؟ 
أم للحب الذي افتقره؟ 
فحروفي بدأت تخنقني ، 
ومشاعري بدأت تهلكني ،
وأفكاري أصبحت تتعبني ،

لمن أكتب؟
أأكتب لأحلامي التي تبخرت ؟ 
أم أكتبُ لآمالي التي تكسرت؟ 
أم لآلامي التي سكنت أعماقي وتكونت؟
أم أكتبُ عن وحدتي ،
وعن انطفاءِ شمعتي ،
وعن صمتي ودمعتي ، 
وعن فقداني لأعز شيءٍ أملكه كبريائي وعزتي؟ 
أأكتب لزوجتي؟ 
"وأنا لم ألتقي بها ، وهي لم تلتقي بظلامي وعلّتي!"




أكتبُ لمن؟ 
فأنا أحتاجُ أن أكتب.