الاثنين، 17 يوليو 2017

يوم ميلادي



مذكراتي العزيزة .. اليوم هو يومُ ميلادي، أعلمُ أن ذلك لا يهمُّ كثيراً ،ولكنني أراهُ شيئاً جميلاً أن يعلمَ المرء أنه في هذا اليوم قد وُلد فيه .. فيه هذا اليوم فتحتُ عيناي للدنيا .. في هذا اليوم بدأتُ أتنفس أول أنفاسي وحينها كنت أرى بشراً مُكتظين، مُجتمعين حولي وتغمرهم السعادة ،فرحين بقدومي وكنت أنظر إليهم مستغرباً حائراً .. من هؤلاء؟ لماذا هم بهذه السعادة؟ لماذا يحدّقون بي؟ لماذا ينظُرون ويتمعنون فيّ؟ لماذا يحضِنونني ويقبلونني بشدّة؟ من هذه الجميلة التي تبكي وأنا بحضنها ودموعها تتساقط على جسدي ؟ جميعهم يبدو عليهم السعادة إلّا هذه الجميلة تبتسم ودموعها تتساقط؟! لماذا تبكي؟! مالذي يحصل ، أريد أحداً يخبرني مالذي يحدث، لماذا هؤلاء الناس حولي وينظرون إليّ ولماذا هم في قمة السعادة ؟ أهي الحياة جميلة لهذي الدرجة وتجلب كل هذي السعادة؟ .. كبرتُ بالعمرِ قليلاً لم أرى تلك السعادة التي كانت تلازمهم ذلك اليوم، ياترى لماذا!؟ .. ياترى مالذي لم أفعله، أو مالذي فعلته خطأً؟ .. كبرتُ وكبرت .. حتى رُزق أخي بابنة ،حينها راودتني فرحة غريبة تبدو حديثةً لي بعض الشيء، لم تراودني من قبل .. وأغرقتني السعادة حتى أصبحت أُخبر كل أصدقائي وكل من حولي "أخي رُزق بمولود، سوف أكون عمّاً !! سوف أكون عمّاً !!" وكنت في قمةِ سعادتي .. وعندما جلست مع نفسي  وحيداً وكانت نفسي سعيدةً جداً لدرجة أنها لم تكن تستمع إليّ جيداً سألتها: لماذا نحن سعيدون ؟ لماذا تغمرنا كل هذه السعادة؟ .. فأجابتني : "ياصديقي نحن سعداء لأن هذه الطفلة سوف تغيّر من حياتنا وتجعلها أجمل ،وروحها الحيّة الجميلة سوف تجولُ حولنا وتُحيي روحنا" .. علمت حينها لماذا أنا مفعمٌ بكل هذي السعادة .. علمتُ حينها لماذا كانت تغمرهم كل تلك السعادة .. لقد كانوا سعداء لقدومي، لقد كانوا سعداء لأنني سأكون مصدراً لإحياءِ أرواحَهم، وأنّ روحي سوف تُحيي حياتَهم، وأنّ حياتي سوف تنيرُ سماءَهم.


 مذكراتي العزيزة.. يبدو أنّني خيبتُ ظنّ كلّ من حولي ..