مذكراتي العزيزة .. سأخبركِ عن مكانٍ أعيشُ فيهِ الآن .. أعيشُ الآن في مكانٍ لا أعلمْ أهوَ مؤقت أم هوَ بالأصلِ مكاني؟ أهوَ مرضٌ أُصبتُ بهِ أم مرضٌ تعافيتُ منه وأنا أعيشُ فيه منذُ بدايةِ زماني!؟ .. أنا بمكانٍ يُدعى “لا شيءْ يستحقْ أن تستيقظَ من أجلِه” .. الأيام كلها متشابهةٌ فيه ، والألوان كذلك ، والأماكن كلها تبدو كبعضها فيه، والأشخاصُ كذلك ، وحتى الأشخاص المقربين يبدون غرباء فيه، وكلّ العيون كذلك .. السماء باهتة ، القمر منطفئ ، الشمس باردة ، الهواء قليل ، الليل مخيف ، الأصوات بعيدة ، الأحلام مخيفة ، الرؤيا موجعة ، تحاول أن تظل مستيقظاً فتتذكّر أنه “لا شيءْ يستحق أن تستيقظ من أجلِه” فتعودُ مُجْبَراً إلى آلامك .. الطعام لا طعمَ فيه ، النوم لا راحة فيه ، السَهَر لا يقظةَ فيه ، ووجودك حول الناسِ لا وجودَ فيه ، ووجودِ الناسِ حولك لا رغبةَ لك فيه ، الهدوء صاخب ، والصخب يبعثُ لكَ الهدوء ، اللجوء يُخيفك ، والخوف يجبِرُكَ على اللّجوء، الظلامُ ينيرُك ، والنورُ يُعميك ، الوحدة تعشقُك ، تحاول أن تتجنبها لكنك تعودُ إليها مسرعاً ، سريرك أصبحَ قَفصكْ تحاولُ الخروج منه لتصبحَ حُراً ولكنّك تتذكّر “لا شيءْ يستحق أن تستيقظَ من أجلِه” .. السعادة محيّرة! ، تَضحكُ كثيراً ولكنّك لستَ سعيداً ، الحزن مُربِك!، دموعُكَ تتساقط بلا سببٍ ولكنّك لستَ حزيناً ، الأمر فقطْ هوَ أنه “لا شيءْ يستحقْ أن تستيقظَ من أجلِه”.
مذكراتي العزيزة .. لا شيء يستحقْ أن أستيقظَ من أجلِه، لا شيء حرفياً!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق