الاثنين، 19 فبراير 2018

إلى زوجتي العزيزة





إلى زوجتي العزيزة .. لا أعلم إن كنتِ ستقرأين مذكراتي هذه أم سوف تظل مختبئةً في أدراجي مدى الحياة .. لا أعلم إن كنتِ ستقرأين أحرفي هذه أم أنها ستظل حبيسةً في مذكراتي مدى الحياة .. لا أعلم إن كنتِ ستقرأين أسطري هذه أم أننا لم يكتبُ لنا لقاء في هذه الحياة ، ولكن إن كُتبَ لنا لقاءٌ يوماً ما وسقطت مذكراتي بين يديكِ الناعمتين كما يتساقط الشوك على غشاءِ الورد الناعم أريدكِ أن تقرأي هذه الكلمات ..  سواءً إن سقطت مذكراتي بين يديكِ بإرادتي أم أنك راودْتِّها خلسةً دون علمي أريدكِ أن تقرأي أسطري هذه.

زوجتي العزيزة الرائعة .. أتمنى أن تقع عينيكِ الجميلتين على هذه الصفحة قبل الصفحات الأخرى حتى أستطيع أن أُبرر وأتحدث عن نفسي قبل أن يُحكم عليها .. حتى أستطيع أن أُبرر لكِ السماء المظلمة والمنازل المحترقة والأشجار الممزّقة والورود الباهتة والأرض المتهالكة قبل أن يتم النظر إليها ويُحكم عليها بالبشاعة.

إلى زوجتي العزيزة، هذه المذكرات بدأت قديماً على أيدي طفلٍ صغير .. طفلٍ صغير مزّقته الحياة منذ نعومة أظافره وعانى من أمورٍ كثيرةٍ جداً، وضع بينه وبين الناس حاجزاً كبيراً جداً ومنعهم للوصولِ إليه .. طفلٌ صغير لا يجيد التعبير إلا عن طريق قلمه ومن هنا بدأ هذا الطفل الصغير بالتعبير عن تلك المشاعر المظلمة، المحترقة، الممزّقة، الباهتة، المتهالكة التي بداخله .. بدأ هذا الطفل الصغير بالتعبير عما يجري بداخله حتى أنشأ هذه المذكرات من دون أن يعلم .. هذا الطفل الصغير كان قوياً متماسكاً جداً خارجياً، ممزّق متهالك داخلياً وهذي المذكرات تحكي مدى تمزّقة وتهالكة .. زوجتي العزيزة ستقرأين في هذه المذكرات كتابات سوداوية كتبها هذا الطفل الصغير ولكن لا أريدك أن تشعري بالشفقة تجاهه فهو يكره ذلك .. كتابات سوداوية تحكي آلام وجروح هذا الطفل الصغير ولكن مع الوقت استطاع على التغلب عليها "إنه قويٌّ جداً" .. فأريدكِ ياعزيزتي إن وقعت عيناكِ الجميلتين على إحدى هذه الكتابات أن تحتضني الشخص الذي يمتلك هذه المذكرات، فما زال ذلك الطفل الصغير يعيش ويسكن بداخله. 

زوجتي العزيزة، هناك أمرٌ آخر وهو الأهم من هذا كله .. ستلاحظين ياعزيزتي أم أنكِ لاحظتي ذلك مسبقاً أن هذا الطفل الصغير متعلقاً بكِ جداً وأغلب كتاباته تدور حولكِ وكل تفكيره وأحلامه تجولُ حولكِ .. ستلاحظين أن هذا الطفل الصغير مغرماً بكِ جداً ومازال كذلك ياعزيزتي .. أنتِ هو أمله الوحيد في الحياة، أنتِ سعادته التي يحلمُ بها في هذه الحياة، أنتِ كنتِ سببه على المناضلة طوالِ هذه الحياة، أنتِ هواءه الذي يتنفسه، وروحه التي يحيا بها، وقلبه الذي ينبض بداخله، وسماءه التي تضيء له، أنتِ كلّ شيء بالنسبة له ولا زلتِ كذلك .. فيا عزيزتي أنا وهذا الطفل الصغير نحبكِ حباً ليس كمثله شيء، ونعشقكِ عشقاً لا مثيل له شيء، ومتشوّقين للقاءكِ شوقاً كبيراً ليس بعده شيء، نحن ننتظركِ ياعزيزتي.

زوجتي العزيزة، هنالك أمرٌ أخيرٌ آخر .. كتبتُ في هذه المذكرات أموراً كثيرة لست على يقينٍ بها ولكنني متيقّن من أمرٍ واحد هو أنني "أحبك" .. أحبكِ زوجتي.




زوجك الطفل الصغير.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق