قلبي يؤلمني كثيراً .. أشعرُ بنبضاتِه ، وأسمعُ دقاتِه ، وكأنما يطرقُ جسدِي ، وكأنّما ينادينِي ويطرقُ بابِي ولكنّنِي لا أستطيع أن أجيبه ؛ فأنا أخافُ أن أفتحَ له بابِي فيسألنِي عنها ولا أستطيع أن أُجيبَه .. ويسألنِي عن حالِها ولا أستطيع الرد عليه .. ويسألني أين هيَ؟! ويغلبني صمتي الذي أصبح يلازمنِي كثيراً ، فأنا أعلمُ أنه سيسألني عنها ثم يبدأ بتوبيخي والتشكي ومن ثم الانهيار .. "كيف لكَ أن لا تعرف عن حالِها! كيف لكَ أن لا تعرف أيّ شيءٍ عنها! لقد أنتظرتَها طويلاً ياصديقي فمالَنا لا نلتقي بِها! لقد انهكتنا الوحدةَ يا صديقي فمالَنا إذاً لا نراها! متى دمائي تمتزج بدمائِها؟! فدمائي أصبحتْ متجمدةً جداً من شدة الانتظار ياصديقي، فمتى سوف تأتي وتذيبُها؟! حتى أَوْردتِي وشرايينِي كلّت وملّت منّي تريدُ أن تتصّل بصماماتِ قلبِها! إلى متى ياصديقي! إلى مِتى!" ثمّ يغلبني الصمت من جديد ولكن هذه المرة ستنهمرُ مع صمتي دموعٌ مكبوتةٌ منذ وقتٍ طويل .. فأنا أعلمُ جيداً ماذا سيحدث إن فتحتُ له بابي.
فأنا أستمع لطرقه ونداءه ولكنني أتجاهله واجعله يطرقُ جسدي ويمزّقه حتى يأتي يومُ لقائي بها وأُقدمه لها،
أو أنْ يتوقفَ يوماً وارتاحُ من طرقه الذي أصبحَ يؤلمني ويجعلني يقظاً مستيقظاً طوال الليل،
مذكراتي العزيزة .. قلبي يؤلمني كثييراً!.