الأربعاء، 4 يوليو 2018

إلى امرأة لم تأتِ بعد





يضيقُ الكونُ فى عيني
فتـُغريني خيلاتِي ..

فأرسمُ وجهُكِ الفِضِّي
فوق شَواطِىء الذكرى
وتحتَ ظلال غيماتِي ..

أحلـِّقُ فوقَ وجهِ البَحر
أركضُ فوقَ ظهر الريح ِ
أسبحُ في سَماواتِي ..

وجوهُ الناس أشلاءٌ مُبعثرة ٌ 
عَلى أطـْلال مرآتِي ..

فسيحٌ وجهُ هذا الكـَون 
لكـَني بلا سببٍ 
أضِيقُ بسجنِه العَاتِي ..

أنا النـِّيرانُ .. لا الألوانُ تـَخدَعُني
وَلا زيفُ الشعاراتِ ..

أنا الـُبركانُ .. لا قيدٌ يحاصرني
ولا عصرُ النفاياتِ ..

أنا التاريخُ والذكرى
أنا سِرْبٌ من الأقمار
أسبحُ فى مَداراتِي ..

أحبُّ الكونُ أجزاءً مبعثرة ً
تعانقـُها انشِطاراتي .. 

أحبُّ الغيمَ أمطارًا مشرَّدة ً
تـُلمْلمُها سحاباتي .. 

أحبُّ الموتَ فى بركان ِعاصِفتي
وبين جَحيم أبيَاتِي .. 

أحبُّ شواطِىءَ الترحال ِ تحملـُني
بعيدًا عن حماقـَاتي .. 

أحبُّ حدائقَ النسيان 
تـُنسِيـٍني عَذابَاتِي ..

أنا المسجُونُ فى حُلـْمي
وَفى مَنـْفـَى انكسارَاتي .. 

أنا فى الكون عصفورٌ بـِلا وطنٍ 
أسَافِرُ فِي صَباحاتي ..

أنا المجْنونُ فِي زَمن ٍبلا لـَيْلى 
فأيْنَ تكونُ ليْلاتِي ؟! ..

يَضيقُ الكونُ  في  عيني
فتـُغريني خَيالاتِي ..

أحُّبكِ  نجمة ًبيضاءَ 
تخْطرُ في سَماواتِي .. 

أحِبُّـكِ  رَعشة ًبالنور
تمحو  زيفَ سَاعَاتِي ..

أحبُّكِ خمرة بالشوق 
تؤنسُ ليلَ كاسَاتي .. 

أحبُّك توبة ًعذراءَ 
تهربُ من ضَلالاتِي .. 

أراكِ الضوءَ حين تضلُّ قافِلتي
وتـَطـْوينى متـَاهِاتي .. 

أراكِ الأمنَ
حين يُطل ُّجَلادي 
ويبدو وجهُ مأساتِي .. 

عَلى أمواجـِكِ الزرقاءِ
تنبتُ ألفُ لؤلؤة ٍ
تـُعانقُ دفءَ موجَاتِي .. 

أنا وطنٌ بلا زَمن ٍ
وَأنتِ .. زَمانِيَ الآتِي ..





امرأة لم تأت بعد
فاروق جويدة 
سنة 1998





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق